الشاعر اللبناني جبران خليل
صفحة 1 من اصل 1
الشاعر اللبناني جبران خليل
حياة جبران خليل جبران
جبران ما هو الا انسان رقيق المشاعر بداخله طاقه مليئة بالاحلام والاماني ولكن في كتابته صوت من العذاب لا أسمعه ولكن دائما اشعر به وكلما اتمعن بأشعاره يصحبني قلمه الي شئ بعيد الي اين لا اعرف
ما بين المجنون و الثائر و الحكيم تنوعت ألقابه
أظن أن هناك عوامل كثيرة ساهمت في أن يصبح الشاعر اللبناني جبران خليل واحدا من النماذج الفريدة ورائدا من رواد الرومانسية في الأدب العربي الحديث.
تعددت الأوصاف التي نالها جبران، وصفه البعض بأنه شاعر العزلة وشاعر الوحشة وشاعر اليقظة الروحية وشاعرالبحر وشاعر العواصف، وهو أيضا نبي عصره، المجنون، الثائر، المتمرد والحكيم.
ولم تكن كتابة جبران -سواء الشعرية أو النثرية- وحدها هي المثيرة للجدل، بل إن حياته أيضا صارت مادة خصبة لكثير من الكتاب الذين وجدوا فيها مادة لا تقل إثارة عن شعره.
ربما كانت آخر هذه الكتب هي(جبران خليل جبران:حياته وعالمه) للمؤلفين جين جبران وخليل جبران، الذي صدر أخيرا عن المركز القومي للترجمة الذي يرأسه الدكتور رجاء عصفور، وقامت بترجمته الشاعرة المصرية فاطمة قنديل، والذي بدا جهدها واضحا في ترجمة هذا الكتاب الضخم، إذ يبلغ عدد صفحاته 714 صفحة بالإضافة إلي الهوامش الكثيرة التي وضعتها لتوضيح بعض وصل الإشارات التي وضعها المؤلفان داخل الكتاب، وقد قام بتقديم الكتاب الدكتورة سلمي الجيوسي الخضراء وراجع الترجمة الشاعر بهاء جاهين.
وعلي الرغم من كثرة المصائب التي حلت بجبران وقصر حياته، فإنه ترك ستة عشر كتابا عربيا وإنجليزيا وآلافا من الرسوم التي نُشر بعضها في كتبه، ربما كان أكثرها شهرة هو كتابه (النبي) والذي كتبه بالإنجليزية ونال شهرة عالمية وهز ضمير العالم العربي والأوروبي ببساطته وعمقه والأبعاد التي يوحيها، نشر النبي فوصل حتي الكنائس وأصبح يدرس في الجامعات الأمريكية والعالمية ويتصدر المكتبات بلغات متعددة وذلك بعد صدوره بعامين.
وقد اعتمد مؤلفا الكتاب في كل المحادثات والأوصاف التي وردت في الكتاب علي روايات لشهود عيان أو علي خطابات معاصرة.
يتعرض الكتاب في فصوله الأولي لأسطورة المولد والنشأة لجبران(الطفل)الذي يعترف -فيما بعد- بأنه لا يعرف تاريخ ميلاده علي وجه الدقة.
ولد جبران في 6يناير 1883م في قرية بشرّي، وهي قرية منعزلة في لبنان، وهي معقل المسيحيين المورانة، و قد وصل إليها آل جبران قرب نهاية القرن السابع عشر، لكن لا أحد بإمكانه أن يجزم من أين أتوا بالتحديد، غير أن الأسطورة العائلية تصلهم بالمنابع الكلدانية وهم ساميون قدموا شكلوا عنصرا سائدا في الحضارة البابلية.
هذه النشأة التي تبدو أسطورية سمحت لجبران حينما أصبح رجلا أن يخترع قصة عن أصوله المميزة خاصة أن اسم جده (جبران) يتبدي في تلك العريضة المقدمة من أهل بشري ، والتي تطالب بالحماية من الأتراك خلال المذبحة الدموية بين الدروز والمسيحيين عام 1860م، ووقع علي هذه العريضة تانوس وسعيد وعيسي جبران.
استشعر جبران في فترة مبكرة من حياته متعة بالغة في التراث القديم الخاص بمسفط رأسه، واستشعر فيما بعد الهالة البلورية والخضرة ، وفيما بعد كان يستعيد وهو رجل يافع هذا الكمال الريفي.
ويشير المؤلفان إلي الطرق التي طور جبران من خلالها فيما بعد ذلك النظام التعبيري المرتبط برؤيته الخاصة لهذه الأرض بوصفها حرما مقدسا، وكيف تعلم المهارات الأساسية للقراءة والكتابة في قرية مثل (بشري)، وحينما أوشك الفصل التاسع عشر علي نهايته، لم تكن المدارس العامة -كما يعرفها الغربيون- موجودة.
كان مستوي معرفة القراءة والكتابة منخفضا بين الرجال، ولم تتعلم معظم النساء علي الإطلاق أن يقرأن او يكتبن، كان التعليم الوحيد الموجود يتم من خلال الرهبان في القرية الذين يعلمون بضعة أفراد مختارين كيف يقرأون النص المقدس المكتوب بالعربية، وكيف يؤدون بعض العمليات الحسابية الأساسية، لكن هذا التعليم الهزيل كان يهدف فقط إلي مطمح واحد هو تدريب الصبيان ليألفوا الكتب المقدسة والطقوس الدينية ليستطيعوا مساعدة رجال الدين أثناء القدسات والطقوس الدينية، علي الرغم من أن الكثيرين من أصدقاء جبران يحضرون هذه الفصول، فإن أحدا من الأسرة المشوشة لم يهتم بتزويد الصبي بتعليم ديني، ومن ثم أنُكر عليه حقه في التعليم الرسمي في السنوات الأولي من عمره.
فيما بعد، حينما كان يثار موضوع تعليمه الأولي، كان جبران يشير بشكل مبهم إلي المعلمين الخصوصيين، ويعلق مؤلفا الكتاب علي هذا الأمر مشيرين إلي أن فكرة وجود معلم خاص لفتي تمر أسرته بأزمة مالية شديدة يبدو بوضوح شديدة التناقض، ومن ثم تبدو هذه الفكرة دون شك نتاج آخر لتلك المكابدة التي حاول جبران عن طريقها أن يحجب الحقائق الكئيبة لطفولته المحبطة، وأن التعليم الأولي لجبران لم يتضمن أبدا نظام المدرسة او الفصل، وعلي مدي حياته كلها لم يعلم الشاعر أحدُ فعليا كيف يتهجي، وأن هناك شخصا يدعي (سليم ضاهر) هو الذي مثَل ما يمكن أن يسمي ب (المعلم الخاص) لجبران (الطفل)، والذي لجا من خلاله للحصول علي معلومات أو لتوجيهه، ومن ثم كان له أثره المهم علي سنوات تشكله الأولي.
تعلم جبران علي يد سليم الضاهر مباديء الأبجدية واللغة، كما استطاع من خلاله أن يكتشف كتب التاريخ والأطالس التي تصف أشكال القارات والبحار المنبسطة.
في الوقت نفسه، وقعت أحداث أخري في حياته تركت آثارا لا تنمحي ربما كان أكثرها خطورة ما وقع له قبيل إبحار عائلته إلي أمريكا، فعندما كان جبران في العاشرة كان في أحد الأديرة مع ابن عمه
جبران ما هو الا انسان رقيق المشاعر بداخله طاقه مليئة بالاحلام والاماني ولكن في كتابته صوت من العذاب لا أسمعه ولكن دائما اشعر به وكلما اتمعن بأشعاره يصحبني قلمه الي شئ بعيد الي اين لا اعرف
ما بين المجنون و الثائر و الحكيم تنوعت ألقابه
أظن أن هناك عوامل كثيرة ساهمت في أن يصبح الشاعر اللبناني جبران خليل واحدا من النماذج الفريدة ورائدا من رواد الرومانسية في الأدب العربي الحديث.
تعددت الأوصاف التي نالها جبران، وصفه البعض بأنه شاعر العزلة وشاعر الوحشة وشاعر اليقظة الروحية وشاعرالبحر وشاعر العواصف، وهو أيضا نبي عصره، المجنون، الثائر، المتمرد والحكيم.
ولم تكن كتابة جبران -سواء الشعرية أو النثرية- وحدها هي المثيرة للجدل، بل إن حياته أيضا صارت مادة خصبة لكثير من الكتاب الذين وجدوا فيها مادة لا تقل إثارة عن شعره.
ربما كانت آخر هذه الكتب هي(جبران خليل جبران:حياته وعالمه) للمؤلفين جين جبران وخليل جبران، الذي صدر أخيرا عن المركز القومي للترجمة الذي يرأسه الدكتور رجاء عصفور، وقامت بترجمته الشاعرة المصرية فاطمة قنديل، والذي بدا جهدها واضحا في ترجمة هذا الكتاب الضخم، إذ يبلغ عدد صفحاته 714 صفحة بالإضافة إلي الهوامش الكثيرة التي وضعتها لتوضيح بعض وصل الإشارات التي وضعها المؤلفان داخل الكتاب، وقد قام بتقديم الكتاب الدكتورة سلمي الجيوسي الخضراء وراجع الترجمة الشاعر بهاء جاهين.
وعلي الرغم من كثرة المصائب التي حلت بجبران وقصر حياته، فإنه ترك ستة عشر كتابا عربيا وإنجليزيا وآلافا من الرسوم التي نُشر بعضها في كتبه، ربما كان أكثرها شهرة هو كتابه (النبي) والذي كتبه بالإنجليزية ونال شهرة عالمية وهز ضمير العالم العربي والأوروبي ببساطته وعمقه والأبعاد التي يوحيها، نشر النبي فوصل حتي الكنائس وأصبح يدرس في الجامعات الأمريكية والعالمية ويتصدر المكتبات بلغات متعددة وذلك بعد صدوره بعامين.
وقد اعتمد مؤلفا الكتاب في كل المحادثات والأوصاف التي وردت في الكتاب علي روايات لشهود عيان أو علي خطابات معاصرة.
يتعرض الكتاب في فصوله الأولي لأسطورة المولد والنشأة لجبران(الطفل)الذي يعترف -فيما بعد- بأنه لا يعرف تاريخ ميلاده علي وجه الدقة.
ولد جبران في 6يناير 1883م في قرية بشرّي، وهي قرية منعزلة في لبنان، وهي معقل المسيحيين المورانة، و قد وصل إليها آل جبران قرب نهاية القرن السابع عشر، لكن لا أحد بإمكانه أن يجزم من أين أتوا بالتحديد، غير أن الأسطورة العائلية تصلهم بالمنابع الكلدانية وهم ساميون قدموا شكلوا عنصرا سائدا في الحضارة البابلية.
هذه النشأة التي تبدو أسطورية سمحت لجبران حينما أصبح رجلا أن يخترع قصة عن أصوله المميزة خاصة أن اسم جده (جبران) يتبدي في تلك العريضة المقدمة من أهل بشري ، والتي تطالب بالحماية من الأتراك خلال المذبحة الدموية بين الدروز والمسيحيين عام 1860م، ووقع علي هذه العريضة تانوس وسعيد وعيسي جبران.
استشعر جبران في فترة مبكرة من حياته متعة بالغة في التراث القديم الخاص بمسفط رأسه، واستشعر فيما بعد الهالة البلورية والخضرة ، وفيما بعد كان يستعيد وهو رجل يافع هذا الكمال الريفي.
ويشير المؤلفان إلي الطرق التي طور جبران من خلالها فيما بعد ذلك النظام التعبيري المرتبط برؤيته الخاصة لهذه الأرض بوصفها حرما مقدسا، وكيف تعلم المهارات الأساسية للقراءة والكتابة في قرية مثل (بشري)، وحينما أوشك الفصل التاسع عشر علي نهايته، لم تكن المدارس العامة -كما يعرفها الغربيون- موجودة.
كان مستوي معرفة القراءة والكتابة منخفضا بين الرجال، ولم تتعلم معظم النساء علي الإطلاق أن يقرأن او يكتبن، كان التعليم الوحيد الموجود يتم من خلال الرهبان في القرية الذين يعلمون بضعة أفراد مختارين كيف يقرأون النص المقدس المكتوب بالعربية، وكيف يؤدون بعض العمليات الحسابية الأساسية، لكن هذا التعليم الهزيل كان يهدف فقط إلي مطمح واحد هو تدريب الصبيان ليألفوا الكتب المقدسة والطقوس الدينية ليستطيعوا مساعدة رجال الدين أثناء القدسات والطقوس الدينية، علي الرغم من أن الكثيرين من أصدقاء جبران يحضرون هذه الفصول، فإن أحدا من الأسرة المشوشة لم يهتم بتزويد الصبي بتعليم ديني، ومن ثم أنُكر عليه حقه في التعليم الرسمي في السنوات الأولي من عمره.
فيما بعد، حينما كان يثار موضوع تعليمه الأولي، كان جبران يشير بشكل مبهم إلي المعلمين الخصوصيين، ويعلق مؤلفا الكتاب علي هذا الأمر مشيرين إلي أن فكرة وجود معلم خاص لفتي تمر أسرته بأزمة مالية شديدة يبدو بوضوح شديدة التناقض، ومن ثم تبدو هذه الفكرة دون شك نتاج آخر لتلك المكابدة التي حاول جبران عن طريقها أن يحجب الحقائق الكئيبة لطفولته المحبطة، وأن التعليم الأولي لجبران لم يتضمن أبدا نظام المدرسة او الفصل، وعلي مدي حياته كلها لم يعلم الشاعر أحدُ فعليا كيف يتهجي، وأن هناك شخصا يدعي (سليم ضاهر) هو الذي مثَل ما يمكن أن يسمي ب (المعلم الخاص) لجبران (الطفل)، والذي لجا من خلاله للحصول علي معلومات أو لتوجيهه، ومن ثم كان له أثره المهم علي سنوات تشكله الأولي.
تعلم جبران علي يد سليم الضاهر مباديء الأبجدية واللغة، كما استطاع من خلاله أن يكتشف كتب التاريخ والأطالس التي تصف أشكال القارات والبحار المنبسطة.
في الوقت نفسه، وقعت أحداث أخري في حياته تركت آثارا لا تنمحي ربما كان أكثرها خطورة ما وقع له قبيل إبحار عائلته إلي أمريكا، فعندما كان جبران في العاشرة كان في أحد الأديرة مع ابن عمه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى